الاخوه والاحبه جميعا
الرحمن والرحيم هما اسمين وصفتين من احب اسماء الله تعالى وصفاته لله ولرسوله وللمؤمنين ... واذا كان القران الكريم الذي شرفنا به الله تعالى مليء بايات وسور الرحمه الربانيه التي ليس كمثلها شيء وليس بوسعها شيء فان الاحاديث القدسية المباركه تعطينا الكثير من الصور والرؤى الحقيقه والفعليه لهذه الرحمة التي اختص بها الله تعالى لنفسه وخص بها عباده الصالحين ومن يشاء هو لا اله الا هو ان يشمله بها من كبير وعظيم رحمته ..
تعالو معي نقرأ هذا الحديث القدسي المبارك لنفهم معانيه ونحلل دلالاته ..
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحيه وسلم :
(( إن لله تبارك وتعالى ملائكة ، سيارة فضلا يبتغون الذكر فاذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم ، حتى يملا وا ما بينهم وبين السماء الدنيا ، فاذا انصرفوا عرجوا وصعدوا الى السماء قال فيسألهم الله ، عز وجل ، وهو أعلم بهم : من اين جئتم ؟ فيقولون : جئنا من عند عباد لك فى الارض ، يسبحونك ويكبرونك ، ويهللونك ، ويحمدونك ، ويسألونك . قال وما يسألوني ؟ قال : يسالونك جنتك ، قال : وهل راوا جنتي ؟ قالوا : لا أي رب ، قال : فكيف لو راوا جنتي قالوا : ويستجيرونك ، قال : ومم يستجيرونى ؟ قالوا : من نارك يارب ، قال : وهل رأوا ناري ؟ قالوا : لا ، قال : فكيف لو رأوا ناري ، قالوا : وستغفرونك ، قال فيقول : قد غفرت لهم ، وأعطيتهم ما سألوا ، وأجرتهم مما أستجاروا : قال : يقولون رب فيهم فلان ، عبد خطاء ، إنما مر فجلس معهم . قال : فيقول : وله غفرت ، هم القوم ، لا يشقي بهم جليسهم )) . رواه مسلم و البخاري والترمذى والنسائي في الصحاح .
لا حظو قول الله عز وجل (( وله غفرت ، هم القوم ، لا يشقي بهم جليسهم ))
الله اكبر ولله الحمد .. الله اكبر ولله الحمد .. الله اكبر ولله الحمد
أي عظمة ربانية هذه التي يعلمنا اياها الله تعالى ؟؟؟ اي رحمة يمكن لها ان تصل الى هذا المستوى العالي بامتداد اعالي السماء وما فوقها وما قبلها وما بعدها مثل رحمة الله تعالى ؟؟؟ أي مغفرة يمكن ان نتخيلها في هذه الرحمة المهداة من صاحب العرش العظيم لعباده حتى ولو كان من بين عباده عبدا ليس عنده من الحسنات شيئا سوى انه كان يجالس الصالحين ؟؟؟؟
تخيلو هذا الرجل الذي لم يكن من الذاكرين لكنه جالسا في مجلس الذاكرين فدخل في رحمة الله ومغفرته لمجرد انه كان في مجلس الصالحين الذاكرين ...
ثم انظرو وفكرو في اولئك الملئكة الذين يرسلهم الله تعالى لعباده ...انهم جنود الله تبارك وتعالى الذين يحرسون العباد ويراقبون الحدود التي امر بها الله تعالى ... وهؤلاء الملئكة هم الذين قال فيهم الله تعالى في كتابه الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وان لنا كراما كاتبين عليها حافظين))
صدق الله العظيم
الله اكبر ولله الحمد .. الله اكبر ولله الحمد .. الله اكبر ولله الحمد
الله تعالى يصف هؤلاء الملئكة بأنهم ( كراما) ..اي تشريف يمكن ان يكون اكبر من هذا التشريف الرباني ؟؟ اي عظمة يمكن ان يحصل عليها ايا من الانس والجن الذين خلقهم الله تعالى اكبر من هذه العظمة حين يصفهم الله تعالى بانهم ( كراما ) ...هل تفهمون ما معنى كراما ؟؟؟ معناها ان الله تعالى الذي هو الكريم اسما وصفة قد جعله في الملئكة من الكرم الرابني اسما وصفة ايضا وكانه قد نفخ فيهم من روحه كما نفخ في في سيدنا ادم عليه السلام حين اراد الله تعالى ان يخلق الخلق من العباد ...
ولربما تخونني الكلمات وتهرب مني لتوضيح معنى هذا الحديث القدسي المبارك كما يجب .. لكني ارجوكم ان تقرؤه مرات ومرات وتتفكرو فيه لعلكم تفلحون ...
اللهم لك الحمد والشكر اذ جعلتنا لك مسلمين حنفاء لك الدين يا رب العالمين ..
تحياتي
شمعه