السلام عليكم ايها الاخوة الكرام
لقد لفت نظري وانا اتصفح الانترنات ان هده القصيدة رغم انها معروفة جدا الا ان العديد من القراء يجهلون قائلها فأردت ان اذكر بها وبه عسى ان تكون في ميزان حسناته لانها من أجمل ماقيل وكتب فيها الكثيرون شروحا ومؤلفات وقصائد عديدة
القصيدة للعلامة ابا الفضل التوزري المعروف بأبي النحوي وبتونس بإن الشباط
اشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي *** قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ
وَظَلامُ اللَّيلِ لَهُ سُرُجٌ ***حَتّي يَغشَاهُ أبُو السُرُجِ
وَسَحَابُ الخَيرِ لَهَا مَطَرٌ *** فَإِذَا جَاءَ الإِبّانُ تَجي
وَفَوائِدُ مَولانا جُمَلٌ *** لِسُرُوحِ الأَنفُسِ والمُهَجِ
وَلَها أَرَجٌ مُحي أَبَدا *** فَاقصُد مَحيَا ذاكَ الأَرجِ
فَلَرُبَّمَا فاضَ المحيَا *** بِبِحُورِ المَوجِ مِنَ اللُّجَجِ
وَالخَلقُ جَميعاً في يَدِهِ *** فَذَوُو سِعَةٍ وَذَوُو حَرَج
وَنزُولهُمُ وَطُلُوعُهُمُ *** فَعَلى دَرَكٍ وَعَلَى دَرَجِ
وَمَعائِشُهُم وَعَواقِبُهُم *** لَيسَت في المَشيِ عَلى عِوَجِ
حِكَمٌ نُسِجَت بِيَدٍ حَكَمَت *** ثُمَّ انتَسَجَتُ بِالمُنتَسجِ
فَإِذا اقتَصَدت ثُم انعَرَجَت *** فَبِمقتَصِدٍ وبِمُنعَرِجِ
شَهِدتَ بِعَجائِبَها حُجَجٌ *** قامَت بِالأَمرِ عَلى الحِجَجِ
وَرِضاً بِقَضَاءِ اللَهِ حَجىً *** فَعَلَى مَر كُوزَتِهِ فَعُجِ
وَإِذا انفَتَحَت أَبوَابُ هُدى *** فاعجِل لِخَزائِنِهَا وَلِجِ
وَإِذا حاوَلتَ نِهايَتَها *** فاحذَر إِذ ذاكَ مِنَ العَرَجِ
لِتَكُونَ مِنَ السُبَاقِ إِذا *** ما جِئتَ إِلى تِلكَ الفُرَجِ
فَهُنَاكَ العَيشُ وَبَهجَتُهُ *** فَلِمُبتَهِجٍ وَلِمُنتَهِجِ
فَهِجِ الأَعمَالَ إِذا رَكَدَت *** فَإِذا ما هِجتَ إِذاً تَهِجِ
وَمَعاصِي اللَهِ سَماجَتُها *** تَزدَانُ لِذِي الخُلُقِ السَمِجِ
وَلِطَاعَتِهِ وَصَباحَتِها *** أنوَارُ صَبَاحٍ مُنبَلِجِ
مَن يَخطِب حُورَ الخُلدِ بِها *** يَضفَر بِالحُور وَبالغُنجِ
فَكُنِ المَرضِيَّ لَهَا بِتُقىً *** تَرضَاهُ غَداً وَتَكُونُ نَجِي
واتلُ القُرآنَ بِقَلبٍ ذِي *** حَزَنٍ وَبِصَوتٍ فيهِ شَجِي
وَصَلاةُ اللَّيلِ مَسافَتُها *** فاذهَب فِيهَا بِالفَهمِ وَجِي
-وَتَأَمَّلها وَمَعانِيهَا *** تأتِ الفَردَوسَ وَتَنفَرجِ
وَاشرَب تَسنيمَ مَفُجَّرِها *** لا مُمتزِجاً وَبممتزِجِ
. مُدِحَ العَقلُ الآتِيهِ هُدىً *** وهَوىً مُتَوَلٍّ عَنهُ هُجى
وَكِتَابُ اللَهِ رِياضَتُهُ *** لِيقُول الخلقِ بِمُندَرِجِ
وَخِيارُ الخَلقِ هُداتُهُمُ *** وَسِوَاهُم مِن هَمَجِ الهَمَجِ
واذا كُنتَ المِقدَامُ فَلا *** تجزَع في الحَربِ مِنَ الرَّهَج
وَإِذا أَبصَرت مَنَا رَهُدىً *** فاظهَر فَرداً فَوقَ الثَبَجِ
وَإِذا اشتاقَت نَفسٌ وَجَدَت*** ألَماً بالشَّوقِ المُعتَلِجِ
وَثَنايا الحَسنا ضاحِكَةٌ *** وَتَمامُ الضِّحكِ عَلى الفَلَجِ
وَعِيابُ الأَسرَارِ قَدِ اجتَمَعَت *** بأَمانَتِها تحَّتَ الشَّرَجِ
والرِّفقُ يَدُومُ لِصَاحِبِهِ *** وَالخَرقُ يَصيرُ إِلى الهَرَجِ
صَلوَاتُ اللَهِ عَلى المَهدِيِّ *** الهادِي الناسِ إِلي النَّهَجِ
وَأَبي بكرٍ في سِيرَتِهِ *** وَلِسَانِ مَقَالَتِهِ اللَهَجِ
وَأَبي حَفصٍ وَكَرَامَتِهِ *** في قِصةِ سارِيَةِ الخُلُجِ
وَأَبي عَمرٍ وَذِي النُّورَينِ *** السُتَحيي المستَحيَا البَهِجِ
وَأَبي حَسَنٍ في العِلمِ إذا *** وافى بِسَحائِبِهِ الخُلُجِ
وعلى السبطين وأمهما ******** وجميع الآل بهم فلج
وعلى الحسنين وأمهما ******** وجميع الآل بهم فلج
وعلى الأصحاب بجملتهم ******** بدلوا الأموال مع المهج
وعلى أتباعهم العلماء ******** بعوارف دينهم البهج
وأختم عملي بخواتمهم ******** لأكون غدا في الحشر نجي
يارب بهم وبآلهم ******** عجل بالنصر وبالفرج
محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمر المعروف بابي فضل وكدلك بآن الشباط التوزري والملقب بأبي النحوي هو العالم الرياضي، والأديب المؤرخ، وهو على الخصوص مهندس بارع قسّم مياه توزر على الأسلوب الذي شاهده التيجاني وذكره في رحلته، وهو مشاهد الى اليوم وبه العمل، ترجم لنفسه في شرحه لقصيدة الشقراطسي المسمى «صلة السمط» فقال: «إن أصله من روم توزر الذين اسلموا ومنّ الله عليهم بهذا الدين القويم».
ذكر تلميذه محمد بن أحمد بن حيان الشاطبي ان مولده بتوزر ليلة الخميس السادس والعشرين من شعبان المكرم عام ثمانية عشر وستمائة، وفي رواية اخرى عن غير ابن حيان ان أباه رحل من توزر فأقام بمدينة قسنطينة، وولد صاحب الترجمة ثم رجع به الى توزر وهو ابن اربع سنين.
وريث العلم
لم يأخذ إلا عن علماء توزر مما يدل على أنها مركز علمي هام في عصره، ومن شيوخه محمد بن ابي يحيى ومن الاخذين عنه محمد بن حيان الشاطبي نزيل تونس، ومحمد ابن عبد المعطي النفزاوي المعروف بابن هريرة، والطولقي الذي يروي قصيدة الشقراطسي بالسند المتصل الى ناظمها.
قرأ ابن الشباط على علماء توزر ولم يرحل الى بلد آخر، وقرأ على والده وعلى الاستاذين الكبيرين محمد بن ابي بكر بن عثمان بن الطولقي، ومحمد بن ابي الفضل بلقاسم بن محمد بن سمدون، الا انه روى ببعض البلاد الرواية، الى أن أتم معلوماته في النهاية.
قضاء توزر
وكان ابن الشباط فذا في زمانه، آية بين اقرانه، اختص بمعرفة اللسان من لغة ونحو وصرف واعراب وبيان، حافظا مجيدا ذا غوص على غرائب المعاني، جيد النظم فائقه. ولي قضاء توزر فحمدت سيرته وشكرت طريقته.
ووفد على تونس وتصدى للقراءة بجامع الزيتونة المعمور مدة طويلة فأجاد وأفاد، وكوّن تلاميذه احسن تكوين، حتى صاروا كالاعلام يُقتدى بهم ولما نزل ابن الشباط بتونس استقر في محل سكناه الكائن بنهج القعادين بالزنقة المسماة الى الآن، ثم رجع الى مسقط رأسه توزر.
الماء قسمة
وفي نفس الوقت بدأ يشرع في تقسيم المياه بين الغابات بميزان عادل وذلك بالنسبة لغابات البلاد الجريدية عامة.
وبعد التقسيم العادل الذي أجاد فيه ببراعته النادرة، وهندسته الفائقة، شهد له بها مهندسو بلاد الغرب (أوروبا) عند تجولهم بواحات الجريد لما اظهره من المقدرة والحكمة في تقسيم توزر الكبير بالخصوص.
والفضل يرجع لابن الشباط كما قال أحد الغربيين والفضل ما شهدت به الاعداء . والمرء حين يتتبع بانتباه وامعان مصدر الماء من رأس العين الى ان يتفرق في الجداول والسواقي، وكيف تأخذ الغابة حصتها من الماء بدون أن يفوت الغابة الاخرى نصيبها، والمياه تجري موزعة بطبيعتها في انهارها، يحيّر المتتبع لتلك القسمة البديعة. إنها لمعجزة من معجزات العلم.
ومن اشعاره ايضا
لبست ثوب الرّجا والناس قد رقدوا......وقمت أشكوالى مولاي ما أجــــدُ
وقلت يا ســـــــيدي يا منتهى أملي......يا من عليه بكشف الضّـــرّ أعتمدُ
أشكو اليك أمورا أنـــــــت تعلمها......مالي على حمـــلها صبرٌ ولا جلَدُ
وقد مددتُ يدي للضّـــــــرّ مشتكيا......الـــــــيك يا خير من مُدّت اليـه يدُ
من مؤلفاته
تخميس الشقراطسية
صلة السمط وسمة المرط
عجالة الروية في تسميط القصيدة النحوية
العقد الفريد في تاريخ علماء الجريد
أنيس الفريد في حلية أهل الجريد
تحفة المسائل بمنتخب الرسائل
الشعب الشهية و التحف الفقهية
الغرة اللائحة والمسكة الفائحة في الخطوط الصمدية والمفاخر المحمدية
الملقين إلى سبيل التلقين
في الحقيقة ترددت اين اضيف قصائد هذا العالم الجليل فهو يندرج في كل الابواب
لقد اعتمد على ماادرسناه على العلامة بحكم انه تونسي من مدينة الجنوب التونسي توزر وعلى بعض المراجل كالمكتبة الشاملة وموقع الشروق التونسي
رحم الله علمائنا وأسكنهم فسيح جنانه وهدانا الى صالح الاعمال